الاثنين، 29 مايو 2023

عبدالرحمن منيف


ولد في  عام 1933م وعاش فترةً من طفولته في ظل  ثمّ في  أتم مراحل دراسته الأولى في  وحصل منها على الشهادة الثانوية سنة 52م، ثم انتقل إلى  والتحق بكلية الحقوق في  حتى عام 55م إذ جرى إبعاده بقرار سياسي مع مجموعة من الطلاب العرب. لينتقل إلى  لإكمال دراسته هناك. وقد ارتحل منذ عام 58م إلى  لإكمال دراسته العليا في  فحصل منها عام 61م على  في  ‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق.› مار


س العمل السياسي الحزبي زمناً ثم أنهى علاقته السياسية التنظيمية ‹الحزبية› رسميا بعد مؤتمر حمص 62م، وعمل بعدها في الشركة السورية للنفط ‹شركة توزيع المحروقات، مكتب توزيع النفط الخام، › حتى غادر إلى  عام 73م حيث عمل في مجلة «البلاغ» اللبنانية وكان قد نشر أعماله الروائية ، وقد تزوج خلال تلك الفترة من سيدة سورية تدعى سعاد قوادري وأنجب منها ثلاث أبناء وابنة واحدة. لاحقا في عام 75م عاد ليقيم في ، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» العراقية حتى عام 81م حيث غادر إلى  متفرغاً للكتابة. وقد عاد إلى  خلال عام 86م، حيث صارت مقر إقامته الدائمة، إلى حين توفي، وبها دُفن، بناء على وصيته.

مولده

غادر والده إبراهيم بن علي المنيف مع إحدى قوافل التجارة ببلدته قصيبا  شمال مدينة  حوالي عام 1300ھ 1883م وظل يتنقل بعد ذلك بين مناطق العراق وعموم بلاد الشام، وكان يزاول التجارة بالمواشي والموارد الغذائية، وتزوج عدة زوجات من مكة وخارجها. وأخيراً تزوج من نورة الجمعان حوالي عام 1350ھ 1931م وكان والدها سليمان بن محمد الجمعان أحد أبناء قرية الروض بعيون الجواء بمنطقة القصيم ويعد أحد أفراد العقيلات من أهالي المنطقة المقيمين 

ولد عبد الرحمن في الأول من شهر صفر لعام 1352 هـ الموافق 29 مايو 1933م وتوفي والده عام 1355ھ 1936م وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، فنشأ يتيم الأب ترعاه أمه التي كان لها دور في شحذ همته وحبه للعلم، وجدته لأمه (من أصل )، وقد كانت تلك المرحلة «عقد الأربعينيات» من أكثر المراحل أهمية في تاريخ مدينة  التي وُلد فيها وتنقَّل بين حواريها وجبالها، وسوقها، وواديها (السيل)، ومسجدها الحسيني.

تحصيله العلمي

أتم مُنيف مراحل دراسته الأولى في  ثم من هناك بعث إلى المدرسة الإبتدائية إلى أن حصل على الشهادة الثانوية سنة 52م، تركت هذه الأعوام الأولى من عمره آثاراً عظيمة في تكوينه على الصعيد الشخصي وهو ما اعترف به في كتابه  ، وهو يتناول فترة الأربعينيات في  وحاول أن يجمع فيه تاريخ هذه المدينة العربية العريقة والتطورات التي عايشتها من بلدة بسيطة إلى أن صارت عاصمة كبيرة.

انتقل عبد الرحمن إلى  والتحق بكلية الحقوق في ذلك العام حتى جرى إبعاده عام 55م لينتقل إلى  ويكمل دراسته في . ارتحل منذ عام 58م إلى  لإكمال دراسته العليا في  الحكومية فحصل منها عام 61م على شهادة  في  ‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق.›

نشاطه السياسي

خاض في  غمار النشاط السياسي خلال مرحلة مهمة من تاريخ ، ولكنه ما لبث أن اُبعِد بعد توقيع  عام 55م من  مع عدد كبير من الطلاب العرب.

مارس العمل السياسي الحزبي خلال فترة انضمامه وأصبح عضواً في القيادة القومية زمناً ثم أنهى علاقته السياسية التنظيمية (الحزبية) بعد مؤتمر حمص عام 62م. وقد ظل مُنيف مناوئاً للأنظمة العربية ‹بشقيها › بعد هزيمة 67م التي كان لها آثراً بالغاً في نفسه ليبدأ ممارسة السياسة ولكن هذه المرّة عبر العمل الأدبي. عاد مرة أخرى إلى  عام 75م ثمّ غادر مرة أخرى إلى  عام 81م ‹متفرغا للكتابة› خلال بدايات ، وقد صرّح في وقت لاحق أنه لم يكن مقتنعاً بقضية هذه الحرب، لأنها كانت حرباً مجانية، وليس لها ما يبررها، وبالتالي ليس لأحد أن يتفق معها. بقي إلى آخر أيامه معارضا للإمبريالية العالمية وظل رافضا  سنة 2003 ولكل ما ترتب عليه، رغم معارضته الشديدة لنظام الرئيس العراقي الراحل 

عمله الصحافي 

بدأت اشتغالاته في الصحافة عام 73م عندما غادر  إلى  حيث عمل في مجلة «البلاغ» السياسية اللبنانية وكان قد أصدر باكورة أعماله  خلال ذلك العام، لاحقا عاد ليقيم في ، وتولّى تحرير مجلة «النفط والتنمية» الاقتصادية العراقية حتى عام 81م حيث انصرف عن أعماله في الصحافة ‹مكتفياً بكتابة المقالات› وقد غادر إلى  متفرغاً لكتابة أعماله في الرواية ومؤلفاته الأخرى في الثقافة والاقتصاد والسياسة والسير الذاتية.

تكوينه الأدبي 

كرّس نضجه الفكري والثقافي العام لممارسة الكتابة الروائية التي بدأها بعد أن بلغ الأربعين من عمره،ما جعله يصنع لنفسه خصوصية أدبية مبكرة ‹خلال تلك المرحلة المتأخرة نسبياً من حياته،› وعالما روائيا سرديا معقدا، وضع فيه خلاصة رؤيته للحياة، وقد ركز اهتماماته على حرية الإنسان، وما يجب أن تكون عليه هذه الحرية. والمتتبع لأعمال مُنيف يجد أنه قد أضاء فضاءًا فسيحاً في جوانب هامة من الرواية ‹السياسية› العربية وتناول فيها أشكال وأنماط جديدة لم تعهدها من قبل.طوّر في رواياته مقومات التعبير النفسي ‹الباطني› العميق، فالتقط الانفعالات الإنسانية ‹لحظة وصولها إلى سطح الوعي› في صورتها الأولى، كذلك استيعابه الألفاظ والتعابير التي أحدثتها الثقافة المعاصرة، سيما وأنه كان على اتصال مستمر مع ما تنتجه من دراسات ومصطلحات علمية حديثة، مفيداً منها ما ينسجم مع الثقافة العربية، إلى جانب إعطائه مسافة كافية لخصوصية هذه الثقافة ونتاجها في الأدب والنقد.

أدرج في ما يزيد على ثلاثين كتاباً ‹بما في ذلك أعماله الروائية ومؤلفاته الفكرية والنقدية في فنون الرواية، والفنون التشكيلية، والسيرة الذاتية، وسائر الآداب الإنسانية.› وأُدرجت أعماله ضمن برامج التعليم في جامعات أوربية وأميركية، ووافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ‹› على ترجمة أعماله إلى ما يقارب عشرين لغة حية في .

يذهب كثير من النقاد والباحثون في  إلى أن اختزال مسار السرد الروائي خلال القرن العشرين لا بد أن يمر عبر   ‹عميد › ثم مُنيف مباشرة، فمن ناحية  استطاعت رواياته منذ  الصادرة عام 39م أن تحفر عميقاً في بنية المجتمع المصري والعربي بكل تحولاته خلال النصف الأول من القرن المنصرم. ومن ناحية ثانية، احتفت روايات مُنيف منذ باكورة أعماله «الأشجار» عام 73م بالتقاط كل ما يمكن أن يسهم في رصد التحولات الحضارية العربية خلال النصف الأخير من القرن العشرين، حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع  العربي، والنقلات  العنيفة التي شهدتها  ‹الخليجية،› ربما ساعده في هذا أنه أساسا ‹متخصص وقد سبق له أن عمل في العديد من الشركات مما جعله مدركا لاقتصادياته،› لكن الجانب الأهم كان معايشته وإحساسه العميق بحجم التغيرات وما أحدثته  من تحولات في بنية   بصفة خاصة،  بصفة عامة.

عدّه الناقد الأميركي  ‹الحادي والسبعين› ضمن قائمته «الروايات المئة الأعظم على مر العصور» كواحد من أعظم المُؤلّفين الرِوائييّن في كل العصور.وحاز التقييم عن سرديته التاريخية «مدن الملح» وهي واحدة من أهم الروايات التي كُتبت  إن لم تكن أهمها على الإطلاق،‹تتألف من خمسة أجزاء وما يقارب الألفين وخمسمائة صفحة،› وتتناول قصة اكتشاف  والتحولات المتسارعة التي طرأت على الحياة في  منذ مطلع القرن العشرين.هذه البانوراما ‹التاريخية› الهائلة التي تضمنتها الرواية صنفته سريعا كمعارض وجرى منع تداولها في، إلا أنه سمح بنشرها لاحقا بمعرض الرياض للكتاب، وقد أُدرجتها جريدة أخبار الأدب المصرية ضمن بالإضافة إلى رواية «شرق المتوسط» التي أحدثت ضجة في حيث لامست حين صدورها وبشكل مبكر موضوع القمع السياسي، ووصفت التعذيب في  خاصة التعذيب الذي تمارسه مخابرات النظم الشمولية العربية.جمعت رواياته بين العمق الفني، والابتعاد عن الغموض، ووضوح الدلالة ببعدها الفلسفي ‹كونه خاطب القارئ العادي› الذي ران على سائر أعماله.

اتجاهه الفكري 

تنقل بين الكثير من العواصم والمدن من عمان إلى بغداد، ومنها إلى القاهرة، ثم إلى بلغراد ودمشق وبيروت، وبعدها إلى بغداد وباريس، ثم عودة إلى دمشق في رحلة أخيرة امتدت حتى وفاته، وفي تنقلاته وإقاماته كان منيف في قلب الحياة الثقافية العربية والعالمية مطلا ومطلعا على النتاج الثقافي، من دون أن يغمض عينه على ما يحيط بالعرب والعالم من تطورات ثقافية وسياسية. ولقد ظل واحدًا من أشد المفكرين المناوئين لمعظم الأنظمة العربية، واعتبره الكثير من الدارسين منفيًا سياسيًا بسبب كتاباته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الذكاء الاصطناعي

  يتناول المقال موضوع الذكاء الاصطناعي ويتمحور حول تعريف الذكاء الاصطناعي، ويعرض بعض الأمثلة على كيفية استخدامه في عدة مجالات. تعريف الذكاء ...